حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا شعبة قال حدثني أبو التياح عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( أبو التياح )
تقدم أنه بفتح المثناة الفوقانية وتشديد التحتانية وآخره مهملة .
قوله : ( ولا تعسروا )
الفائدة فيه التصريح باللازم تأكيدا . وقال النووي : لو اقتصر على يسروا لصدق على من يسر مرة وعسر كثيرا , فقال : " ولا تعسروا " لنفي التعسير في جميع الأحوال , وكذا القول في عطفه عليه : " ولا تنفروا " . وأيضا فإن المقام مقام الإطناب لا الإيجاز .
قوله : ( وبشروا )
بعد قوله : " يسروا " فيه الجناس الخطي . ووقع عند المصنف في الأدب عن آدم عن شعبة بدلها : " وسكنوا " وهي التي تقابل ولا تنفروا ; لأن السكون ضد النفور , كما أن ضد البشارة النذارة , لكن لما كانت النذارة - وهي الإخبار بالشر - في ابتداء التعليم توجب النفرة قوبلت البشارة بالتنفير , والمراد تأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليه في الابتداء . وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطف ليقبل , وكذا تعلم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج ; لأن الشيء إذا كان في ابتدائه سهلا حبب إلى من يدخل فيه وتلقاه بانبساط , وكانت عاقبته غالبا الازدياد , بخلاف ضده . والله تعالى أعلم