راسة
إيطالية جديدة تظهر المخاطر والأضرار الكبيرة الناتجة عن علاقات الهيام
والعشق والحب غير المشروع، لنقرأ ما يقوله العلماء اليوم، وما جاء به
القرآن والهدي النبوي الشريف قبل ذلك....
قال
باحثون ايطاليون إن للحب بالفعلتأثيراً غريب على الأشخاص، وذلك بعد أن
أجروا دراسة على 12 رجلاً و12 سيدة وقعوافي الحب خلال الشهور الستة
الماضية. ووجد الباحثون أن هرمون"تيستوستيرون" يقل عن معدلاته الطبيعية عند
الرجال، بينما يزداد عنمعدلاته الطبيعية عند النساء.
وقالت
دوناتيلا مارازيتي من جامعة بيزالمجلة العلوم الجديدة: "يصبح الرجال بشكل
ما أكثر شبهاً بالنساء، وتصبحالنساء أكثر شبهاً بالرجال. فيبدو الأمر وكأن
الطبيعة تريد أن تمحو ما يمكن أنيكون اختلافاً بين الرجال والنساء لأن
الحياة في هذه المرحلة أكثر أهمية."
وطبعاً
أود أن أقف معكم أحبتي لأصحح هذهالعبارة: "وكأن الطبيعة"، وأقول إن الله
تعالى الذي خلق البشر وضع لهمقانون الزواج وبالتالي المودة والرحمة، وهذا
ما يؤدي للتقارب بين الذكر والأنثىوبالتالي تستمر الحياة. يقول تعالى: (وَمِنْ
آَيَاتِهِأَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ
تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْآَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَاوَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍيَتَفَكَّرُونَ)
[الروم: 20-21]. فعملية الانتشار تتطلب أن يحدث التقارببين الذكر والأنثى،
ومن أجل ضمان هذا التقارب لابد أن تحدث تغيرات في كلا الجنسينتؤدي لحدوث
المودة والرحمة.
نعم للزواج، لا للحب المحرَّم
وتأتي
نتائج الدراسة في الوقت الذي قالتفيه دراسة أخرى إن الحب قد يكون أعمى
بالفعل، حيث اكتشف باحثون بجامعة "لندنكوليدج" أن الوقوع في الحب يؤثر
بالفعل على دوائر رئيسية في المخ. وتوصلالباحثون إلى أن الدوائر العصبية
التي ترتبط بشكل طبيعي بالتقييم الاجتماعيللأشخاص الآخرين تتوقف عن العمل
عندما يقع الإنسان في الحب.
وقال
الباحثون إن هذه النتائج قد توضحأسباب تغاضي بعض الأشخاص عن أخطاء من
يحبّون. وتضيف الدراستان دليلاً جديداً إلىالأدلة المتزايدة بأن للحب
تأثيراً غريباً على الجسم. وكانت دراسات سابقة للباحثينالإيطاليين في عام
1999 قد قالت إن الوقوع في الحب يلعب دوراً رئيسياً في تدميرمواد كيماوية
رئيسية في المخ.
وتوصل
الباحثون آنذاك إلى أن الأشخاصالذين يحبون لديهم معدلات أقل من هرمون
سيروتونين. وقال الباحثون آنذاك إن هذهالنتائج توضح السبب في قلق المحبّين
في بعض الأحيان على من يحبّون.
وفي
دراسات أخرى تبين أن الزواج هوالأفضل لصحة الإنسان، فالحب غير المشروع
يدمر الوقت والجسد، ويضعف مناعة الإنسان،أما الزواج فقد لاحظ الباحثون أنه
مفيد طبياً للإنسان حيث تزداد قدرته على الإبداعوتزداد مقاومة جسمه
للأمراض!
هل من علاج للعلاقات العاطفيةالفاشلة
ويقوم
البروفيسور جاريث لينج بإجراء بحثحول هذا الموضوع أيضاً. ويقول: "يتعلق
الأمر بفهم أنفسنا بشكل أفضل، فالبحثيمكن أن يؤدي يوماً ما إلى وسائل
علاجية جديدة لمن يعانون من مشكلات عاطفية، فنحننعلم أن نسبة كبيرة من
البالغين غير راضين عن علاقاتهم العاطفية أو تجاربهمالجنسية. ولا يمكننا أن
نستبعد التوصل إلى علاج لذلك في المستقبل".
ولكن
يا أحبتي إن العلاج أوجده الإسلاموهو الزواج، وليس أي شيء آخر، إلا أن
يشغل المؤمن نفسه بتلاوة القرآن وتدبره وحفظهوبالصيام والعبادات، ووضع هدف
واضح ويعمل على تحقيقه. كأن ينوي القيام بأعمالمفيدة في نشر العلم النافع
أو غير ذلك.
قد يمر
الإنسان بعلاقة عاطفية، وأقولدائماً: إن أكبر مدمّر للوقت هو العلاقة
العاطفية التي لا يُبتغى بها وجه الله،والعلاقة العاطفية الوحيدة المشروعة
في الإسلام هي التي تهدف إلى الزواج، وتكونعلنية وبمعرفة الأهل والمجتمع
المحيط. وتصوروا معي كيف أن النبي الأعظم صلى اللهعليه وسلم كان يتعامل مع
مجتمعه المحيط به، بل مع أصحابه المقربين إليه.
فكلنا
يذكر كيف كان النبي واقفاً مع إحدىزوجاته عندما مر نفر من الصحابة الكرام
فأسرعوا فناداهم الحبيب قائلاً: إنهاصفيةَّ! فخجلوا من النبي صلى الله عليه
وسلم وقالوا يا رسول الله ما كنّا لنظن بكسوءاً، فقال: إن الشيطان يجري من
ابن آدم مجرى الدم.
لقد
أراد النبي من خلال هذا الموقف أنيعلمنا كيف نبيّن للناس كل أمر قد يكون
محلاً للظن والشكّ، وبالتالي ينبغي أن تكونعلاقاتنا مبنية على محبة الله
ومن أجل الله تعالى، وأن نلجأ إلى الاستخارة في كلشأننا، وأن تكون الآية
الكريمة حاضرة في أذهاننا، وهي قوله تعالى: (وَعَسَى
أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَىأَنْ تُحِبُّوا
شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ)
[البقرة: 216]. فكل ما يحدث معك عزيزي القارئ هو بأمر وتقديرمن الله،
والله يعلم أكثر منك ومني، فلذلك سلّم الأمر لله واترك التفكير
السلبيالمهلك، وسوف يهيء الله لك الخير بشرط أن تلجأ إليه وتتوكل عليه،
فالله يحب التوكلعليه، يقول تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَىاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
وخلاصة القول:
يؤكدالعلماء
أن الهيام والحب غير المشروع (وهو أن يُغرم الإنسان بامرأة ويحلم بهاويفكر
بها باستمرار)، هذا النوع يؤثر سلبياً على دماغ الإنسان وعلى
إفرازالهرمونات لديه. وفي دراسات أخرى تبين للعلماء أن كثرة النظر إلى
النساء بشهوةيؤدي إلى أمراض خطيرة، وهذا ما سنتناوله في مقالة قادمة إن شاء
الله. ويكفي أننلتزم قول الحق تبارك وتعالى: (قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَيَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْإِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. فلو طبق كل واحدمنا هذه الآية فقط، لزال عنه تسعين بالمئة من همومه ومشاكله وأمراضه، والله أعلم.